الإنفاق على الذكاء الاصطناعي سيصل إلى 632 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة، وفقًا للأبحاث

يستمر الاعتماد الواسع على تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات، بدءًا من الإعلام والتعليم وصولاً إلى الأعمال والرعاية الصحية، دون أي علامة على التباطؤ. ومع ذلك، على الرغم من الزيادة الأخيرة، وجدت العديد من الشركات والمنظمات أن دمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة في نماذج أعمالها يمثل تحديًا، مما أدى إلى فشلها بتكاليف باهظة. كما بدأت النفقات الثقيلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إثارة قلق المستثمرين – لكن على الرغم من تصاعد المخاوف، فإن هذا الإنفاق لا يتوقف.

وفقًا لتوقعات جديدة من شركة الأبحاث International Data Corporation (IDC)، سيتضاعف الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي أكثر من الضعف خلال السنوات الخمس المقبلة، ليصل إلى 632 مليار دولار بحلول عام 2028.

يقدم التقرير تحليلًا شاملاً لمشهد إنفاق الذكاء الاصطناعي والأسواق المستهدفة حيث تبدو الفرص المتاحة للذكاء الاصطناعي الأكثر ربحًا. في دراستها للإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، قامت IDC بفحص أكثر من 250 حالة استخدام وظيفية، بما في ذلك حالات استخدام متعلقة بالصناعات المختلفة في “البنية التحتية والموارد لأنظمة الذكاء الاصطناعي من مقدمي خدمات البنية التحتية”.

وفقًا للتقرير، سيزداد الإنفاق بسرعة بنسبة 29% سنويًا، وستصبح تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية ممارسة شائعة في 27 صناعة. ومن المتوقع أن تكون الصناعات الأكثر إنفاقًا هي المالية، الأعمال، الخدمات الشخصية، والخدمات البرمجية والمعلوماتية.

هناك توافق في الآراء بأن الإنفاق يستحق العناء. وقالت ريتو جيوتي، نائبة رئيس مجموعة أبحاث الذكاء الاصطناعي والبيانات في IDC، في بيان: “لقد حققت التحولات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي نتائج أعمال ملموسة وقيمة للمنظمات في جميع أنحاء العالم، وهم يبنون استراتيجياتهم في الذكاء الاصطناعي حول تجربة الموظف، تفاعل العملاء، العمليات التجارية، والابتكارات الصناعية”.

كما أوضحت جيوتي أن العوائق أمام تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع ستنخفض، مما يجعل دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات “واقعًا ملموسًا للعديد من المنظمات”.

وجدت IDC أيضًا أن البرمجيات ستكون الفئة الأكبر في إنفاق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث تمثل أكثر من نصف السوق الإجمالية لمعظم فترة التوقعات التي تمتد لخمس سنوات. لا يُعد هذا مفاجئًا بالنظر إلى استثمار Microsoft البالغ 10 مليارات دولار على مدى عدة سنوات في OpenAI واستمرار شراكتها مع الشركة.

على الرغم من القلق الأخير من المستثمرين، استمرت Microsoft في تعزيز إنفاقها على الذكاء الاصطناعي مع ارتفاع الطلب. في مكالمة الأرباح الأخيرة، ذكرت إيمي هود، المديرة المالية، أن الإنفاق المرتبط بالذكاء الاصطناعي “مثل تقريبًا كل نفقاتنا الرأسمالية الإجمالية”، حيث تم تخصيص “نحو نصف” تلك النفقات لاحتياجات البنية التحتية التي ستدعم تحقيق العائدات على مدى السنوات الخمس عشرة القادمة وما بعدها.

علاوة على ذلك، أكد التقرير على هذا الاتجاه الأخير من خلال وصف مفصل للوتيرة المتسارعة التي نمت بها منصات الذكاء الاصطناعي مثل Microsoft Azure AI، Amazon AI services، Google Cloud AI، وOpenAI في العام الماضي، والنمو المتوقع في المستقبل الذي يحافظ على “زخم مذهل” مدفوعًا بزيادة الطلب ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر العديد من الصناعات.