أداة McAfee للكشف عن التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي

أطلقت McAfee أداة جديدة للكشف عن التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الأداة إلى فحص الفيديوهات بحثًا عن علامات التلاعب بالصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي. يُعد التزييف العميق من أخطر التحديات التي يواجهها الإنترنت في عصرنا الحالي، حيث يمكن أن يؤدي إلى نشر معلومات خاطئة وتضليل الجمهور باستخدام تقنيات متقدمة تجعل الفيديوهات تبدو واقعية للغاية. لذلك، تسعى العديد من الشركات لتطوير أدوات للكشف عن هذه الأنواع من التلاعبات.

ما هو التزييف العميق؟

التزييف العميق هو نوع من التلاعب بالصوت والصورة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى كاذب يمكن أن يبدو حقيقيًا. يتم ذلك عن طريق تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على مجموعة ضخمة من البيانات لتمكينها من تقليد الأشخاص أو الأصوات بشكل واقعي للغاية. وقد أثبتت هذه التقنية قدرتها على خلق فيديوهات مزيفة يمكن أن تُستخدم للتضليل، خصوصًا في مجالات السياسة والإعلام.

كيفية عمل الأداة:

بمجرد تفعيل المستخدم للأداة، تقوم الأداة بمراقبة الصوت في الفيديوهات التي يتم تشغيلها على المتصفح. إذا تم اكتشاف أي تلاعب في الصوت، فإن الأداة تقوم بتنبيه المستخدم في غضون ثوانٍ. يعتمد عمل الأداة على وحدة المعالجة العصبية (NPU) المتوفرة في الجهاز، مما يعني أن جميع العمليات الحسابية المتعلقة بالكشف عن التزييف تتم مباشرة على الجهاز دون الحاجة للاتصال بالسحابة، مما يعزز من الخصوصية ويحافظ على بيانات المستخدم بعيدًا عن الخوادم الخارجية.

التكنولوجيا المستخدمة في الأداة:

الأداة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وخاصة الشبكات العصبية العميقة (DNNs)، التي تُستخدم في معالجة الصوت وتحليله بشكل فوري. هذه الشبكات قادرة على فحص الأنماط الصوتية داخل الفيديو واكتشاف أي تلاعب قد يكون قد حدث أثناء التسجيل أو المعالجة. حيث تقوم الأداة بفحص ترددات الصوت والموجات الصوتية بشكل مفصل للكشف عن التلاعبات الدقيقة التي قد لا تكون ملحوظة عند الاستماع البسيط.

محدودية الأداة:

على الرغم من قدرة الأداة على تقديم أداء ممتاز في الكشف عن التزييف العميق، إلا أن هناك بعض المحدوديات التي يجب أخذها في الاعتبار. الأداة متاحة حاليًا فقط لأجهزة Lenovo Copilot+، مما يعني أن المستخدمين الذين يمتلكون أجهزة من شركات أخرى قد لا يكونوا قادرين على الاستفادة منها في الوقت الحالي. بالإضافة إلى ذلك، تأتي الأداة بتكلفة تبدأ من 10 دولارات سنويًا بعد فترة تجربة مجانية لمدة 30 يومًا، وهو ما قد يكون عائقًا أمام بعض المستخدمين.

كما أن الأداة لا يمكنها فحص الفيديوهات التي تتضمن إدارة الحقوق الرقمية (DRM)، مثل تلك المتاحة على منصات البث مثل Netflix وDisney+. وهذا يعني أن الأداة قد لا تكون فعالة في الكشف عن التزييفات العميقة في بعض الفيديوهات المحمية بحقوق الطبع والنشر.

الفعالية والتحديات:

وفقًا لشركة McAfee، فإن الأداة تحقق دقة تصل إلى 96% في الكشف عن التزييف العميق. ورغم أن هذه النسبة تعتبر عالية، إلا أنه من المهم أن نلاحظ أن التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي قد يعني أن هناك دائمًا فرصة لتفوق تقنيات التزييف العميق على أدوات الكشف. ففي ظل هذه السرعة في التطور، قد تصبح بعض الفيديوهات المزيفة أكثر تعقيدًا وصعوبة في الكشف عنها باستخدام الأدوات الحالية.

من التحديات الأخرى التي تواجه الأداة هو وجود أنماط تلاعب صوتي قد تكون أكثر تطورًا من أن تكتشفها الأداة، مما يضع المسؤولية على McAfee لتحديث الأداة بشكل مستمر. كما أن الأداة قد تواجه صعوبة في التعامل مع بعض أنواع الصوتيات المتقدمة أو التلاعبات التي تتم على مستوى أكثر دقة.

التوافر الجغرافي:

الأداة متاحة حاليًا في الولايات المتحدة، أستراليا، والمملكة المتحدة. هذا التوزيع المحدود قد يكون عائقًا أمام المستخدمين في بعض المناطق، لكن من المتوقع أن يتم طرحها في دول أخرى لاحقًا هذا العام. يعتبر هذا الأمر خطوة هامة نحو جعل الأداة أكثر شمولية وتوافرًا في الأسواق العالمية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الكشف عن التزييف العميق:

من المتوقع أن يستمر الذكاء الاصطناعي في التطور بشكل سريع، مما يتيح للذكاء الاصطناعي القدرة على التعامل مع أنواع التزييف العميق الأكثر تعقيدًا. وعلى الرغم من أن الأداة الحالية تقدم أداءً جيدًا، فإن الشركات مثل McAfee ستضطر إلى مواكبة التحديثات المستمرة لتقنيات التلاعب الصوتي والفيديو لضمان فعالية أدواتها في المستقبل.

وفي هذا السياق، يمكننا التوقع أن التقنيات القادمة ستكون أكثر دقة ومرونة، مما يسمح للكشف عن التزييف العميق في الفيديوهات والصوتيات بمزيد من الفاعلية. قد تشمل هذه التقنيات المستقبلية المزيد من التحليلات المتقدمة والقدرة على التعرف على الأنماط غير المعتادة التي قد تكون غافلة عن الأدوات الحالية.