IBM تغلق عمليات البحث والتطوير في الصين وتسرّح مئات الموظفين

IBM تغلق عمليات البحث والتطوير في الصين وتسرّح مئات الموظفين

أعلنت شركة IBM عن إغلاق عمليات البحث والتطوير الخاصة بها في الصين، مع توقع فقدان مئات الموظفين لوظائفهم. سيتأثر أكثر من 1,000 موظف من IBM في جميع أنحاء البلاد، حيث يعمل معظم الموظفين المتأثرين في مختبرات البحث والتطوير والاختبار. يأتي هذا القرار في وقت حساس بالنسبة للصناعة، ويشكل خطوة كبيرة في استراتيجية IBM للتكيف مع التحديات التي تواجهها على مستوى عالمي.

في بيان لها، أوضحت IBM أن الإغلاق ضروري حيث “تتكيف العمليات حسب الحاجة لخدمة عملائنا بأفضل طريقة ممكنة.” وأكدت الشركة أن التغيير يهدف إلى تحسين كفاءة العمليات وضمان استمرار تقديم أفضل الحلول لعملائها في جميع أنحاء العالم. (عبر WSJ)

نقل العمليات

في اجتماع افتراضي يوم الاثنين، أطلع جاك هيرجينروثر، المدير التنفيذي في IBM، الموظفين على الوضع، مشيرًا إلى زيادة المنافسة في الصين وتراجع أعمال البنية التحتية لشركة IBM كأسباب لهذه التخفيضات. وأضاف هيرجينروثر أن الشركة بحاجة إلى إعادة توجيه مواردها والتركيز على مجالات أكثر أهمية للنمو المستقبلي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية.

وفقًا لتقرير توم هاردوير، تقع عمليات البحث والتطوير الخاصة بشركة IBM في عدة مدن صينية رئيسية، بما في ذلك بكين وشنغهاي، ويبدو أن جميعها ستغلق. سيتم نقل العديد من مرافق البحث والتطوير المتوقفة إلى مواقع أخرى خارج الصين، مع نقل بعض المشاريع إلى بنغالورو، الهند، بالإضافة إلى مواقع أخرى خارج الصين. هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه السوق التكنولوجي تحولًا كبيرًا، حيث تسعى الشركات العالمية للتكيف مع متطلبات الذكاء الاصطناعي وتوسيع قاعدة عملائها في أسواق أخرى.

لن يؤثر نقل مختبرات البحث والتطوير على تقديم IBM لخدماتها داخل الصين، حيث أكدت الشركة أنها ستظل قادرة على دعم العملاء داخل الصين. وصرحت أن العمليات المحلية ستستمر في تقديم الحلول التقنية التي تدعم البنية التحتية للشركات الصينية في قطاعات متنوعة مثل التمويل والطاقة والرعاية الصحية. على الرغم من هذه التغييرات، فإن IBM ستظل ملتزمة بتقديم الدعم الكامل للعملاء في السوق الصينية.

لم تذكر IBM أي قضايا جيوسياسية في إعلانها، ولكن التوترات بين الولايات المتحدة والصين دفعت العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى إلى إجراء تغييرات في عملياتها في الصين. يتوقع البعض أن يكون هذا القرار مدفوعًا جزئيًا بالعوامل الجيوسياسية، ولكن IBM فضلت عدم التطرق بشكل صريح لهذه المسألة. في الوقت نفسه، لاحظ العديد من المحللين أن الشركات العالمية أصبحت أكثر حذرًا في اتخاذ قراراتها بشأن الاستثمارات في الصين، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية.

كما قامت شركة مايكروسوفت بنقل بين 700 و800 موظف من الصين إلى بلدان أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وإيرلندا كجزء من العقوبات الأمريكية على وصول الصين إلى شرائح المعالجة المتقدمة للذكاء الاصطناعي. كان هذا التحرك جزءًا من إعادة توجيه استثمارات مايكروسوفت إلى أسواق أخرى أكثر ملاءمة للنمو في المجالات التقنية المتقدمة.

يأتي هذا التحرك كأحدث إعلان رئيسي من IBM بينما تسعى الشركة لإعادة تموضع نفسها في صناعة تتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة. في وقت سابق من هذا العام، استحوذت الشركة على HashiCorp في صفقة بلغت قيمتها 6.4 مليار دولار لتعزيز خدمات السحابة والذكاء الاصطناعي لديها. يعكس هذا الاستحواذ اهتمام IBM المتزايد في تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، التي تعتبرها الشركة أساسية للنمو المستقبلي وتحقيق التميز التنافسي في السوق.

على الرغم من أن قرار إغلاق مراكز البحث والتطوير في الصين قد يكون مؤلمًا للعديد من الموظفين المتأثرين، إلا أنه يعكس استراتيجية IBM لإعادة توجيه مواردها نحو مناطق أخرى أكثر استقرارًا ونموًا في السوق. كما تشير الخطوة إلى التزام الشركة بالابتكار والتوسع في أسواق جديدة مثل الهند، التي تشهد زيادة في الطلب على الحلول التكنولوجية المتقدمة.

على الصعيد العالمي، تشير هذه التحركات إلى تحول كبير في استراتيجية الشركات الكبرى في التكنولوجيا. بالنظر إلى التحديات الحالية في السوق الصينية، من المتوقع أن يتبنى المزيد من الشركات نموذجًا مشابهًا لعملية النقل هذه، حيث ينقلون مرافقهم إلى دول أخرى تتمتع ببيئة أكثر استقرارًا وفرص نمو أكبر في قطاعات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

في النهاية، يبدو أن IBM بصدد مرحلة جديدة من التطوير والنمو، حيث تعمل على تكامل الذكاء الاصطناعي ضمن خدماتها وحلولها السحابية. كما يشير التحرك الأخير إلى أن الشركة تسعى لتعزيز حضورها في أسواق جديدة والاستفادة من الفرص العالمية التي توفرها التقنيات الحديثة. على الرغم من الصعوبات التي قد تواجهها، فإن IBM ما تزال تحتفظ بمكانتها كأحد الرواد في عالم التكنولوجيا.